السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الغيبة الطويلة
حبيت ابدا بالموضوع ده
وان شاء الله ابقى معاكم من تاني
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت: التلميذة وهي تنصت، حدثني عن الزوجة الصالحة، فلعلني أكونها إن شاء الله، فأصبح مفلحة بإذن الله.
* فقلت: أحسنت يا أمة الله، فاسمعي مني، واستعيني على تحقيقه بالله.
* خير نعمة أنعمها الله على عبد بعد الإيمان به، زوجة صالحة إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله.
* هكذا قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وعلى آله أجمعين – فهل بعد هذا إلا الضلال المبين؟
* قالت: إنها بحق خصال للخير جامعة، وصفات إلى طريق السعادة دافعة، فخبرني عن تفاصيلها فإني لقولك سامعة.
* قلت: تفصيل ذلك يسير إن شاء الله، وسأبينه لك الآن بعون الله، فاسمعي وأطيعي يا أمة الله.
* أما قوله: "إن نظر إليها سرته" فإن حرص الزوجة على التودد لزوجها، بالتزين له ليحبها، فلا يقع نظره منها على ما ينفره عنها، ولا تهمل زينتها حتى لا يلتفت عنها.
* قالت: وهل تزين المرأة لزوجها أمر مطلوب؟
قلت: كيف وقد مدح الله في كتابه المرأة العروب؟
قالت: ومن هذه المرأة العروب؟
قلت: إنها المرأة التي تتودد وتتزين وتطيع زوجها المحبوب.
قلت: وما أثر هذا التودد المحمود؟
قلت: وهل يخفى عليك يا صبية، سعادة الرجل ببسمة زوجه الوفية، وانجذابه لجمال روحها فيسعدها بمحبته القوية.
قالت: ثم ماذا بعد هذا..؟
قلت: تسعد الأسرة، ويجدون فيها من تعب الحياة ملاذًا.
قالت: قد عرفت الخصلة الأولى في المرأة الصالحة يا عبدالله، فما الخصلة الثانية كما بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟
قلت: إنها قوله – صلى الله عليه وسلم – "وإن أمرها أطاعته" فلا يستقيم أبدًا أمر البيت والمجتمع، حتى تطيع المرأة زوجها وتستمع، وبدون ذلك، ليس إلا الوقوع في المهالك.
قالت: وما السر في ذلك، وما علة الوقوع في المهالك؟
قلت: أمر الحياة لا يستقيم حتى يكون لكل جماعة أمير حكيم، والرجل في بيته أمير على آل بيته، فإن لم يكن له السمع والطاعة انفرط عقد البيت والجماعة.
*
قالت: ولم جعلت للرجل السيادة، وأخرت المرأة فلم تجعل لها القيادة
قلت: ما ذلك برأيي يا فتاة، ولكنه الحق الذي جاء به شرع الله.
قالت: وما فضل الرجال على النساء، حتى كانت لهم القوامة من رب السماء؟
قلت: إن الفضل بيد الله، يؤتيه من يشاء، ولا يُسأل عما يفعل، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط، ومن لم يرض بحكم الله، فالخشية عليه من غضب الله .
قالت: أعوذ بالله أن أتمرد على أمر الله، ولكني أردت معرفة نوع تفضيل الله للرجال ، حتى فازوا بالسيادة والكمال؟
قلت: قد اتفق رأي العقلاء من الرجال والنساء على السواء أن الله منح الرجل من القوى العقلية والبدنية ما لم يعطه للطبيعة الأنثوية، وأعطى الرجل زيادة على ذلك مسئولية النفقة والرعاية، وحبب إليه التعب في سبيل تلك العناية، بينما حبب إلى المرأة السمع والطاعة، لمن أسلمته نفسها وحقق لها الأمن والكفاية، فهل تبين لك الأمر يا أختاه؟
قالت: نعم تبين، والحمد لله الذي هدانا لهذا.
منقول