الليل: هه ما هذا ألا ترين أني أقيم هنا ؟
وانتقض خافقا.. وهو يهدد بزوبعة ليلية.
الليل: هيا انصرفي .. عودي من حيث اتيت .. هيا ..
من وراء جبال الشرق كان النهار يجد في السير بلا كلل.. وقد سمع صوت الليل الغاضب وراى اشعته الصغيرة تقاوم الحلكة والظلمة .. فاراد ان يدافع عنها..
النهار: (صائحا) ماذا بك يا ليل؟ لماذا تطرد أشعتي الصغيرة؟
الليل: هي أشعتك إذن يا نهار ..آه.. لقد أزعجت نومي وزعزعت قراري..
النهار : ألا تعلم أن لك وقتا ولنا وقتا .. وأن دورك الآن انتهى؟ ألا ترى أن الناس والدواب والطيور استيقظوا لاستقبالي بنشاط وهمة ؟
الليل: أعلم أن لكل دورا.. ولكن الراحة التي خلقت لها هي خير وأفضل من التعب والكد والجهد الذي خلقت أنت له.
النهار: ماذا ؟ أتفخر علي؟ أما يكفيك أن الله مدحني وجعلني معاشا للخلق.. ونشاطا وحياة.
الليل: ولماذا لا أفخر عليك .. ألم يجعلني الله عز وجل لذكره وشكره .. أليس قيام الليل شعار الصالحين؟
النهار: ضاحكا.. اجل فمن اراد أن يذكره عز وجل تعب وكد واجتهد ، ولا يكون ذلك بالنوم والكسل كما توهمت.
الليل : إن الراحة عبادة إذا كانت عن نية حسنة . وفد جعلني الله عز وجل للراحة والنوم.
قال الله تعالى : "وجعلنا الليل سباتا وجعلنا النهار معاشا "
النهار : فهل لك يعني أن ينام الناس أكثر من الازم ؟ أليس الآن وقت حلولي أنا النهار؟
الليل: ( وقد فهم أنه يريد أن يغادر المكان) أجل .. سأذهب الآن.. ليبدأ يوم مليء بالصخب والصراخ والضجيج..
النهار: تلك سنة الله في الأرض..
الليل : مبتعدا..ها..ها..سأذهب إلى أرض جديدة لأريح التعبين وأنيم المستيقظين وأستر العابدين.
النهار: نعم اذهب .. وأنا بك لاحق .. فلا حياة بدون عمل وكد واجتهاد