عبدالمنعم محمد مشرف منتديات القصص والروايات
عدد الرسائل : 365 العمر : 39 : نقاط : 6225 تاريخ التسجيل : 28/02/2009
| موضوع: عليك بنفسك يا هذا ؟؟ أم تجليات الوصول على اكتاف العباد خير الإثنين نوفمبر 23, 2009 3:10 am | |
| عليك بنفسك يا هذا ؟؟ أم تجليات الوصول على اكتاف العباد خير من هذا ؟؟؟ موضوع متجدد متجدد
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد:
قال تعالى: {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين}.
وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((التائب من الذنب كمن لا ذنب له)).
قال أبو سعيد أحمد بن محمد الزبيري -رحمَهُ اللهُ- كما في تفسير القرطبي(7/401) :
يستوجبُ العفوَ الفتى إذا اعترفْ ##### ثُمَّ انتهى عَمَّا أتاهُ واقتَرَفْ
لِقَوْلِهِ –سبحانَهُ- في المعترِفْ ##### إنْ ينْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفْ
غالبا ما ينظر كثير من الناس حولهم عندما يخطئون ليس للبحث عن طرق ووسائل لإصلاح ومعالجة الخطأ .و ليس كذلك للبحث عمن يساعدهم في اصلاح ومعالجة الخطأ ولكن للبحث عن شماعة لتعليق الخطأ عليه. وقد يلجأ البعض إلى التبرير ليتخلى عن مسؤليه الخطأ وتوابعة ويريح نفسه وضميرة ولكن الناجحين دائما هم من يتحملون مسؤولية تصرفاتهم . في كل الظروف ويعلنون ذلك بلا خجل .
الاعتذار والاعتراف فطرة الأنبياء والصالحين
لقد قص الله علينا قصة الأبوين في الجنة، لنتعلم منهما فقه الاعتذار ومراغمة الشيطان؛ فلما أخطأ أبونا آدم وأخطأت أمنا حواء، لم يتبجحا ولم يستكبرا، إنما تعلما من الله معنى التوبة، وطريق الاعتذار، نعم لقد تلقيا من الله كلمات ميسورة الألفاظ، لكنها عميقة النتائج: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 37).
يقول الرازي: لقد اختلفوا في تلك الكلمات ما هي؟ والأَولى هي قوله: {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23).
فإذا كان القدَر قد سبق بالمغفرة لآدم، فلِمَ طلب الله منه الاعتذار؟ إنه أدبٌ وتعليم وتدريبٌ، أدب الحياء من الله والتواضع عند الخطأ، وتعليم لفقه الاعتذار، وتدريبٌ على الاعتراف بالذنب والتوبة.
لقد كان الاعتراف بالذنب صريحا واضحا، بل لقد سمَّى آدمُ نفسَه ظالما، فحين شعر بنيران الذنب بين جنبيه، انبعثت إرادته للنهوض وتدارك رحمة الله؛ فاعترف بالذنب وندِم عليه وطلب الصفح من الله، فكان الفرق بين أبينا آدم النبيل المتواضع، وإبليس المراوغ الصفيق المتكبر!.
وهكذا مضت قافلة البشر، وهكذا تعلم الأنبياء والصالحون؛ فموسى عليه السلام لمَّا وكز الرجل وقتله، لم يتغنَّ ببطولته، ولم يُبرّر عملَه، بل اعترف بظلمه لنفسه وقال في ضراعة: {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ . قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (القصص: 15، 16).
حتى بلقيس التي نشأت في بيئة وثنية، اعترفت بذنبها فقالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (النمل: 44).
(ظلمت نفسي) قالتها امرأة حين استحيت من أعمالها السالفة، لكنَّ كثيرا من أكابر الرجال لا يقدرون عليها الآن. يبدو أن البيئة الوثنية كانت أفضل حالا من بيئات اليوم، إنها بيئات وثقافات آسنة، تجعل المرء يَلف ويدور، بل ويكذب ويبرر الخطأ دون تفكير في حجم هذا العناد وأثره على الفرد والمجتمع.
ويروى لنا التاريخ الإسلامي قصة المرآة الغامدية التى أخطأت وذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم وأعترفت بخطأها وطلبت التطهر من الخطأ وقد كانت تعلم أن عقوبة الزنا هى الرجم حتى الموت كحد من حدود الله. هذه المرأه تحملت نتائج تصرفها وكانت حجة على من يخطئون بالليل والنهار سرا وعلانية ويتحمل غيرهم نتائج أخطائهم وتصرفاتهم – وكانت نتيجه تحملها المسؤولية ان فازت باحترام وتقدير المجتمع لها ، رغم فداحه خطأها – وبالمغفرة من الله ورضوانه وبثناء النبي عليها وشهادته لها أنها تابت توبة ولو وزعت على نساء المدينة لكفتهم .
وهذا سيدنا كعب بن مالك اعترف للنبي صلى الله عليه وسلم بخطأه ومسئوليتة عن تخلفة عن غزوة تبوك بدون عذر فقاطعة النبي صلي الله علية وسلم والمسلمون لمدة خمسون يوما حتي ضاقت علية الارض بما رحبت وضاقت علية نفسة التي بين جنبية ولكنه اعترف بالخطأ و صبر وتحمل نتيجة خطأه فكان تكريم الله له بقبول هذه التوبة المخلصة وانزل فيه قرانا يتلى الى يوم القيامة وكرمه وتاب عليه .
تحمل مسؤولية أفعالك واعترف بأخطائك "
الحمل الثقيل :
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته " فأبرز سمة للقائد أنه مسؤول عن أتباعه ، أنه مسؤول عن الوصول للهدف المراد ،يقول احدهم" بمجرد توليك القيادة تكون أنت وحدك المسؤول عن بلوغ الهدف ." ويقول أيضا " ويمكنك تفويض القيام بمهام معينة إلى آخرين ممن تقود ولكن ليس ثمة سبيل لتفويض المسؤولية وليس هناك أيضا من فرق بين ما إذا كان أداء مرؤوسيك جيدا أو رديئا أو ما إذا كانوا ينفذون تعليماتك لهم "
ولذلك القيادة حمل ثقيل لا يصلح لها إلا أصحاب الشخصيات القوية والهمم العالية ،فحقيقة القيادة هي تولي المسؤولية ، ولك أن تتأمل حينما تكون قائدا على مجموعة من البشر فأنت المسؤول عنهم وعن جميع تصرفاتهم و لذا فلا تعجب عندما طلب أبو ذر من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوليه الإمارة قال له : يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ماأحب لنفسي لا تأمرن على اثنين " بل إن الأصل في دين الإسلام عدم طلب الإمارة و القيادة لعظم شأنها و خطورة عاقبتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة " لا تطلب الإمارة، فإنك إن طلبتها فأوتيتها، وكلت إليها، وإن لم تطلبها أعنت عليها "
ولذا فتأمل في هذا المثال الذي يضربه المشير هاب أرنولد قائد القوات الجوية الأمريكية إبان الحرب العالمية الثانية في كتابه "طيار الجيش" مشيرا إلى تلقي أحد القادة الأسراب الجدد رسالة من قائد وحدته يقول له فيها "لقد أفرط في الشراب في نادي الضباط ليلة أمس [أحد الضباط ] فلا تدع هذا يحدث ثانية " و كانت المشكلة أن هذا القائد الشاب لم يذهب أبدا إلى نادي الضباط في تلك الليلة المعنية بالذكر ،ولم يبال االقائد الشاب بفحوى الرسالة ولم يقرر فعل شئ . بعد مرور عدة أيام تلقى القائد الشاب رسالة أخرى" هذا إنذار أخير ""
هذه المرة شعر القائد الشاب بالحيرة الحقيقية لأنه لم يكن في النادي في تلك الليلة أيضا ولكنه اتصل هذه المرة بنائب قائد الوحدة ليناقش الأمر معه .
كان النائب يفهم الموقف تماما فقال له "أيها الرائد إنك لم تعد مسؤولا عن نفسك فحسب بل أنت الآن مسؤول عن تصرفات جميع من في سربك وأنت شخصيا لم تفرط في الشراب في نادي الضباط و لكنه أحد أعضاء سربك وأنت مسؤول " | |
|
عاشق الجنه ((يانفس توبى فان الموت قد حانا * واعصــى الهوى فالهوى مازال فتانا))
عدد الرسائل : 939 : نقاط : 6071 تاريخ التسجيل : 25/04/2008
| موضوع: رد: عليك بنفسك يا هذا ؟؟ أم تجليات الوصول على اكتاف العباد خير السبت ديسمبر 05, 2009 3:50 am | |
| يقف قلمي إحتراماَ ..وتقف حُروفي منبهرة.. قلم ليس كاأي قلمََ.. كلماتٌ بفن الإبداع أرتوت.. وينبوع من الإحساآس تدفق.. سَلم فِكر بها جادَََ.. وأناملٌ لها سطرتَ... فقد أمتعت المدارك.. حقٌ علينا أن نقرأ ... وحقٌ علينا أن نعطي رأينا عِندماآ تجذبنا الكلمات .
مودتي لكـ وجعله ربى فى ميزان حسناتك | |
|
عاشقة الجنة المراقب العام
عدد الرسائل : 2198 : نقاط : 6343 تاريخ التسجيل : 28/04/2008
| موضوع: رد: عليك بنفسك يا هذا ؟؟ أم تجليات الوصول على اكتاف العباد خير الأربعاء ديسمبر 09, 2009 11:52 am | |
| جزاك ربي الفردوس الاعلى اخي عبد المنعم بارك الله لنا فيك وفي تواصلك معنا ربي لا يحرمنا من عطر كلماتك تقبل مروري | |
|